لماذا يدخل دماغك في حالة تفكير زائد رغم بساطة المشكلة؟ وما علاقة الأدرينالين والتوكل على الله؟
يدخل كثير من الناس في دوائر تفكير مرهقة حتى لو كانت المشكلة بسيطة. والسبب في ذلك ليس ضعفًا في الشخصية ولا مبالغة متعمدة، بل استجابة طبيعية تمامًا يقوم بها الدماغ عندما ترتفع في الجسم هرمونات الضغط مثل الأدرينالين والكورتيزول.
كيف يبدأ الأمر؟
عندما يشعر الإنسان بقلق أو توتر—even لو كان بسيطًا—يُفرَز الأدرينالين في الجسم، فيتحول الدماغ فورًا إلى وضعية “الاستنفار”.
في هذه الحالة:
- يتسارع التفكير بشكل غير طبيعي.
- يحاول العقل إيجاد حلّ فوري ومثالي لأي شيء.
- يتعامل مع كل مشكلة صغيرة على أنها تهديد كبير.
- يفقد القدرة على إيقاف التفكير أو تهدئته.
الدماغ هنا لا يعمل بطبيعته، بل يدخل في “تشغيل زائد” لأن رسالة الجسم له هي:
"هناك خطر… فكر بسرعة!"
لماذا يتواصل التفكير حتى بعد انتهاء الحدث؟
لأن الأدرينالين لا ينخفض فورًا.
طالما الهرمون مرتفع، يظل العقل يبحث عن حلول، يتخيل سيناريوهات، ويحلل باستمرار حتى لو لم يعد هناك سبب منطقي.
هذا يجعل الدماغ يعمل في أمور ليست من اختصاصه أصلًا، مثل:
- توقع المستقبل
- تضخيم الاحتمالات
- إعادة تكرار الموقف مئات المرات
- محاولة السيطرة على أمور لا يمكن السيطرة عليها
كيف ينخفض الأدرينالين ويهدأ العقل؟
هذه الخطوتان ترسلان للدماغ رسالة واضحة:
“لا يوجد خطر… يمكنك التوقف.”
فتبدأ الهرمونات بالانخفاض تدريجيًا.
عندها فقط:
- يهدأ التفكير
- يتراجع التوتر
- يعود الإنسان إلى حالة الاطمئنان
- وتستعيد الذاكرة والمنطق وظيفتهما الطبيعية
الخلاصة
التفكير الزائد في كثير من الأحيان ليس مشكلة في الشخصية، بل حالة هرمونية ناتجة عن الأدرينالين.
وعندما نضبط ردّنا ونقوم بما يجب، ونعيد الثقة والتوكّل على الله إلى مكانهما الطبيعي… تنتهي حالة الاستنفار ويعود العقل إلى هدوئه.