عند الرغبة في تحقيق نجاحات في مشاريع كبيرة ،تختلج النفس مشاعر قوية ، تبدأ من منطقة الآمان و السيطرة على الأمور و الموارد ، و تدخل في منطقة الخطر و المجهول و الجديد ، بعض النجاحات مستمرة و بعضها متقطع متذبذب ، و تعتمد على ظروف و إمكانيات خاصة و على التفرغ و الاستعداد ،و ظهور عوامل خارجية .
ما يلزمني في الطريق و بقوة الحديث الإيجابي عن النجاح و الإنجاز ، و حديث النفس الإيجابي المتفائل و الشعور بإيجابية و بتفائل و باستمرار ، لكي تقوى العزيمة و تطمئن النفس إلى القدرة على التقدم و تحقيق الهدف.
ماذا يجب أن أقول لنفسي .
أنا استئنف النجاح و أتعلم من نجاحي في الماضي و أكرر النجاحات باستمرار .
حديث النفس عن الواقع ، و النتائج و التحاليل و المعطيات الحالية ، يظهر نتائج غير مرغوبة ، و مقارنة بالنجاحات السابقة في العمل والنجاح ، و الوضع المالي ، يمكن القول أنه ليس بأفضل حال ، لكن ماذا نستفيد من الإلتفات للواقع و الحديث مع النفس بناء على النتائج في جوجل أناليتيكس ، أو التحاليل المالية ، أو التحسر على ما مضى من نجاحات ، بل الحديث الصحيح يجب أن يكون عن الفرص و عن الواقع المرغوب ، و الوضع المطلوب تحقيقه و ليس الواقع الحالي ، و لذلك يجب أن أنتبه و بقوة و بحذر من حديث النفس عن الواقع ، وعن التجارب الأخيرة الفاشلة ، ما يجب البحث عنه هو النجاحات ، و النجاح في الماضي لا يلزم الحسرة بالحديث عن الواقع ، بل هو الدليل الحتمي على إمكانية و فرصة النجاح ، القدرات و الإماكانيات الخاصة بي ، و المعوقات التي تفوقت عليها بجدارة في الماضي .
التقارير المالية الحالية ، و التحليلات و الجداول المالية ، ليست سوى مكان للتفكير و يجب أن لا تكون أساسا للتفكير ، و معرفة ما يلزم تغييره .
اليوم أتحدث مع نفسي عن مشاريعي الجديد ، التركيز على الواقع , و النتائج الحالية ، و العند في الحديث عن الفشل ، ليس سوى حديث سلبي و إحباطات على الطريق .
ما بذلته من مجهود لحد الآن و لم يحقق أي إنتاج أو تغيير لا يعني بالضرورة ، أنه لن يحصل ، و يجب التركيز على أن ما أنجز حتى الآن ليس مجهودا في الهواء ، و إنما هو جزء كبير من الإنجاز العظيم الذي يجب أن أحققه .
وجود منافسين كثر في مجال العمل ، و فشل الكثيرين في السابق ، لا يعني لي سوى دراسة الواقع بجدية ، دراسة ميزات و قوى المنافسين ، و من ثم التعلم من المنافسين و معرفة أخطاءهم .
إن أهم ما في الواقع ، ليس أنه بعيد عن الهدف في النجاح في العمل أو النجاح في مشروعي الجديد أو النجاح المالي، إنما الواقع هو فرصة لتقريب المسافة من أهدافي المالية ، و إمكانياتي و أدواتي ، و ثقتي بالله بتغيير الواقع كنقطة إنطلاق للهدف .
عند تسارع حديث النفس بصورة تذكرني بالواقع ، و بالمحاولات و الحركات الفاشلة لتغيير الواقع ، ليس لي بعد اللجوء إلى الله إلا الجد و العزيمة ، و التوكيدات الإيجابية ، و التفكير بقوة بإيجابية و بالتعلم و التعامل مع النجاحات الماضية على أنها فرص و أفكار و أدوات لنجاحات مستقبلية .
لكم تذكرت العبارة التي تقول : عند الدخول في منزلق في الطريق ، لا تركز على الحائط ، بل انظر و ركز على المكان الذي ترغب في أن توجه السيارة إليه .
يميل عقلي الواعي للسيطرة على الأمور دائما ،و يعمم التجارب الأخيرة و يعتمد على التحاليل المنطقية ،و هذا يجعل التقدم صعبا و غير منطقي و هو يعيق التقدم ،و إنما أصل التفكير بالتوكل على الله و ترك التجارب السابقة والنتائج الأخيرة جانبا ،و الانطلاق نحو الهدف بغض النظر عن المعطيات السابقة ،إن العقل التحليلي المنطقي هدفه البحث في الواقع و التعلم من الواق وليس أن يفرض الواقع و يسيطر على المستقبل ،كلما استطعت تحييد هذا النوع من التفكير في تحديد أهدافي و العمل لأجلها ،بدت النتئج المطلوبة أقرب وأسهل مما يشحذ الهمة على مواصلة العمل نحو النجاح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق